قالوا ما نكحت ؟ قلت : بكراً طاغية الانوثة تحاورني بأعضائها وحديثها ذو أشجان



 



قالوا ما نكحت ؟

 

قلت : نكحت بكراً طاغية  ***  الانوثة(1)وحديثها ذو أشجان

تحاورني بأعضائها(2)في عقدها *** الثالث طبيبة في جراحة الاسنان

بَيْضَـةِ خِدْرٍ(3)لاَيُرَامُ(4)خِبَاؤُهَـا(5) لؤلؤة ** مكنونة تحاط بسلاسل من مرجان
 

لا تنام كلها تنام عينها وتبقى عاطفتها *** ساهرة(6)كأنها تحرس المكان

قوتها في ضعفها(7)وتسود بلطفها(8) *** وسلطانها في ولادة الانسان(9)

متصالحة مع نفسها وعمرها(10) *** وعرفت خبايا نفسها من ثان(11)

****

قالوا انها نصف(12)ذهب طيبها !!!

قلت ذهب الشباب فماله من عودة ***  وبقي عمر العطاء في الانسان(13)

جعلت شبابها خلفها ونظرت *** امامها ولم تلتفت لماضي الزمان

كريمة الخلق باسقة المقام(14)تنشر *** الفضيلة كاملة الانوثة تتحلى بإيمان

عبقرية الفكر جميلة الاحساس **** واثقة النفس زائدة العاطفة والحنان

سحرها الصمت ومنه تولد ابداعها **** تنشر الابداع في كل مكان

ناقصة عقل ودين(15)واستقلال فكر *** ونقص عقلها ليس فيه نقصان

ينبوع حب لم تبخل علي بثمين غالي *** ثمينة من غالي الصفاة والاثمان

****

قالوا الا تزوجت صغيرة تذكرك بماضي الزمان ؟

قلت الصغار لهن في كل يوم امنية ***وجربت حظي ولي تجارب اشكال والوان

ومن يتزوج بنية تجديد شبابه(16)قل له *** ان الشباب رحل ولن يعود من ثان
 

ورأيت الحب عند الكبار اكبر نضجاً *** فحب الكبار فوق الخيال والوجدان(17)

ومن يحب في كبره تجده اكثر عطاءً *** طاوياً صفحة الماضي بالنسيان

****

قالوا ما لقيت منها ؟

 

قلت كل خيراً ووداً ووئام  *** ولها من الشوق(18)وله وعطف وحنان

تمضي علينا الشهور مسرعة **** فكأن شهرنا في دهرنا يومان

ولو من الاله على الكبير بخلفة تراه *** فرحاً كأنما أعطيت له الحياة من ثان

orent

ابوعبدالعزيز



(1) طاغية الانوثة : أي الزائدة عن المعتاد الملفتة للنظر التي تأخذ القلوب والألباب

(2) تحاورني بأعضائها : للمرأة حركات تقوم بها بجسدها ابلغ من كلامها مثل تعبيرات الوجه او نبرة الصوت او الابتسامة والدلال لان التواصل بين الزوجين لا يتوقف على نطق الكلمات فقط  بل قد تكون حركات الجسد اقوى تعبيراً وأبلغ من الكلام

فحركات الجسد صلة قوية للتعبير

 

(3) بَيْضَـةِ خِدْرٍ: أي انها تشبه البيضة في نعومتها وبياضها
     ( وأمرؤ القيس هو أول من شبه النساء بالبيضة والنعام وهي من إبداعاته )

(4 ) لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا: أي لا يمكن أن يقترب من بيتها ومسكنها أحد لكثرة من يحرسه ولحرص أهلها عليها

(5 ) الخباء: هو المسكن
 

(6) تبقي عاطفتها ساهرة : تتصرف المرأة بعاطفتها وليس بعقلها فتجدها تتصرف بما تمليه عليها عاطفتها بدون تفكير
وتضل ساهرة بجوار ابنائها اذا مرضوا وتسهر بجوار زوجها اذا اشتكى
وفي جميع امورها العاطفية تتصرف وفق عاطفتها وليس عقلها

 

(7) قوتها في ضعفها : المرأة لديها قوة داخلية عجيبة تتمثل في قوة الارادة وصلبة في بناء بيتها وعدم تصدع اركانه
وتحافظ على بيتها وتربي اطفالها فما أجمل الانوثة وما أجمل المرأة التي تحتمي بزوجها

اما ضعفها يتمثل في نعومتها وصوتها الهادئ الحنون وخجلها
 

(8) تسود بلطفها :السيادة ليست بقوة البطش انما بالكلمة الحانية والابتسامة والرقة والحنان وحسن تبعلها لزوجها  
 

(9) سلطانها في ولادة الانسان : للمرأة سلطان فقد جعلت اماً  لكل مخلوق من البشر وهو ولادة الانسان

فالإنسان هو ثمرة المرأة أكثر مما هو ثمرة الرجل حيث ان المرأة تقاسي وتتعب في وجود الانسان

وتلاقي في ولادته من الاوجاع ما لا يمكن للرجل ان يتصوره

وعندما يكبر هذا الصبي لا يعرف سلطانا عليه غير سلطان أمه فهي التي تسوسه وتربيه وتقوم سلوكه

وتأمره وتنهاه فسلطانها عليه في الصغر قوي اقوى من الرجل
وقد روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنّه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟

قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَبُوكَ  متفق عليه

(10) متصالحة مع نفسها وعمرها :أي انها تشعر بتوافق تام مع نفسها وتعيش في هدوء وراحة بال
ولم تعش حياة الاضطراب والقلق والخصام مع النفس

(11) عرفت خبايا نفسها من ثان: أي عرفت ما تخبئه نفسها من امور حياتها السيء والجميل واستطاعت ان تتكيف مع نفسها

بالشكل الصحيح مرة أخرى

(12)  قالوا انها نصف : أي انها في منتصف عمرها وولى شبابها فما يرجى منها بعد هذا السن

(13) عمر العطاء في الانسان : قيل ان سن الطفولة يتوقف عند 12 سنة وسن المراهقة يتوقف عند 17 سنة
وفي عمر الثلاثين يكون نهاية سن الشباب اما سن العطاء في الانسان لا نهاية له فلا يتوقف
 
(14) باسقة المقام : أي عالية النسب
 

(15) ناقصة عقل ودين : جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال:

ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن
هذا الحديث ليس فيه إهانة للمرأة أو التقليل من قدرها وشأنها انما بين طبيعة المرأة من حيث التكوين التي تغلب عليها عاطفتها التي تناسب مهمتها في الحياة وهذا النقصان الذي في ظاهره انه  نقصان لكن حقيقته انه ليس فيه نقصان

وهذا ليس عيبا انما ميزة للمرأة لتناسب مهمتها في الحياة .

ولا يعني طعناً في فكر المرأة وذكائها وقد ورد في السير كثيراً من التراجم للنساء المسلمات مما يدل على رجاحة عقلوهن وحسن تصرفهن كما حصل مع ام سلمة في توقيع صلح الحديبة الذي جعل في هذا الصلح فتح مكة

حيث أشارت ام سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشهورة اخذ بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم

 

(16) ان من يتزوج من كبار السن بصغيرة حرصاً منه ان يظهر امام الاخرين انه لايزال شاباً تعود لعوامل نفسية افتقدوها في زواجهم الاول أما من يتزوج من امرأة قريبة من عمره مبرراً زواجه منها لكي تؤنس وحدته وترعى شئونه وتقضي احتياجاته فلا بأس ومن تجارب ممن تزوجن من ازواج قريبة اعمارهم من بعض وجدن السعادة والمودة خصوصاً ان الرجل في سن الخمسين او الستين ممن يملك الذكاء وروح الشباب فأن هذه الصفاة تسهم في نجاح الزواج

(17)  الوجدان : هو الشوق العاطفي مشتق من الوجد، ويقال وجدان المرء في نفسه وقواه الباطنية وما يتأثر به من لذة او الم

 

(18) الشوق: هو الحب والاشتياق والهوى والميل إلى المحبوب  ونزوعُ النَّفْس إِلى المحبوب و تَعَلُّقها به

        كل هذا لمعاني الشوق - والشوق من أسماء الجواري قديماً

 

.