زائرة المساء
قلبي ينبض بمرضي وألمي, ومرضي هو وحدتي وغربتي
وقلمي ينزف ويكتب حزني فليس لي حبيب يؤنس وحدتي
او قريب ابث له حزني وفرحي والصمت والحزن رفيق دربي
ونار الهم تحرق جسدي كنصل سكين غُمد في قلبي
فأنا أعيش وسط حزني وصمتي ولم اشعر بأعظم من حالتي
إلا بعد ان جاءتني زائرة الفجري
فقالت لي :
أتدري ما هو أصعب من حالتك
قلت لها وما هي ؟
قالت فراق الاحبة
ثم استرسلت في الحديث قائلة :
ان حرقة الفراق تولد ألماً في النفس وان اصعب لحظات
الحياة هي فراق الأحبة
والفراق شيء صعب قد يكون أقسى ما يواجه الإنسان في حياته
لاسيما إن كان هذا الفراق لشخص قريب منك وحبيب اليك
فقلت لها :
صحيح هذا ويكون أقسى في مرارته إذا افترقت الأرواح
الحية المتلاصقة
فكم من شخص لا يفارق جسدك جسده ولكن روحه نأت عن روحك
وحال الفراق بين هاتين الروحين لان روحك نأت عن روحه رغم الملاصقة
وحصل عدم التواصل الروحي بين هاتين الروحين ومن الصعوبة الحياة بين أرواح
وحال الفراق بين هاتين الروحين لان روحك نأت عن روحه رغم الملاصقة
وحصل عدم التواصل الروحي بين هاتين الروحين ومن الصعوبة الحياة بين أرواح
غابت العاطفة بينها وأصبحت علاقتهما أمر مفروض أو مفروغ
منه
ولا يجمعها إلا وجود الأولاد أو روتين الحياة واعتبار البيت مجرد مكان للنوم والأكل فقط
ولا يجمعها إلا وجود الأولاد أو روتين الحياة واعتبار البيت مجرد مكان للنوم والأكل فقط
خصوصاً ان هذا الارتباط ليس صداقة ممكن ان تقطعها او
معرفة عابرة مررت بها
بل هو زواج مقدس نتج عنه اولاد وتكونت اسرة وعشرة على مر السنين هنا يصعب الفراق
قالت كلا
ان فراق الارواح الحية ألمتلاصقة ليسـت أصعب انواع
الفراق لان فراق الأرواح
الحية مع بقاء الأجساد هو عدم وجود الائتلاف والتوافق
بينها
ويظل هناك أمل بإلقاء وان عدم التواصل الروحي بين الأزواج له حلول و بدائل
ويظل هناك أمل بإلقاء وان عدم التواصل الروحي بين الأزواج له حلول و بدائل
وأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر
منها اختلف
ولك مطلق الحرية في أن تبحث عن روح توافق روحك وتألفها
فقلت لها
فلعلك تقصدين فراق الاحياء هو اصعب انواع الفراق لأن المحب لن يرى محبوبته رغم وجودها
ويسمع عنها دون لقياها لذا لن يستطيع ان ينساها
وكلما نسيها تجدد ذكراها بنقل اخبارها اليه وتكون حرقة في القلب
كلما تلقت حواسه ذكرى هذا الحبيب فترجع تندمل جروحه بعدما برأت
ولن تندمل جروحه ببعده عنها ولن تنسيه الايام مرارة فراقه عنها لأنه حي
ولن تندمل جروحه ببعده عنها ولن تنسيه الايام مرارة فراقه عنها لأنه حي
وان ذكرى هذا الحبيب القريب البعيد ستظل باقية حتى
الممات
وتكون اشد وطأة عندما يقترن الحبيب بغيره
وحينئذ يستحيل الالتقاء فيسقط بيده ويأخذه الالم والحسرة
وحينئذ يستحيل الالتقاء فيسقط بيده ويأخذه الالم والحسرة
فقالت
ان فراق الأحياء سواء كان الفراق باختيارنا أم أجبرنا
عليه
فمع مرارة الفراق وألمه يظل هناك أمل باللقاء
فمع مرارة الفراق وألمه يظل هناك أمل باللقاء
لكن ما حيلتك عندما تفقد من تحب للابد وهو ( الفراق
الأبدي )
فقلت لها
لعلك فقدت وابتليت ( بمصيبة الموت ) بفقد حبيباً غالياً
؟
قالت
أن اصعب انواع الفراق على النفس هو فراق الموت فما
حيلتك عندما يموت من تحب
وتفترق روحك عن روحه للأبد
وتفترق روحك عن روحه للأبد
وحينها تفقد كل أمل لك في رجوعه إلى الدنيا وتظل تعيش
هذه الحياة لأنك حي
وإن كان هناك نسيان فهو نسيان مؤقت لنكمل حياتنا
ونتأقلم مع الوضع الجديد
وليس لننسى من نحب
ان مرارة انتظار الأحياء أهون بكثير من فراق الموت
لان فقد الزوج الحبيب أشد أنواع الابتلاء فلا تستطيعه صبرا إلا بعون من الله
لان فقد الزوج الحبيب أشد أنواع الابتلاء فلا تستطيعه صبرا إلا بعون من الله
لأنك بعد فقد الحبيب لا تشعر بلذة الحياة الدنيا وينعدم
لديك الاستمتاع بكل شيء فيها
وتنتابك فقط حالات البكاء مع كل ذكرى له
ولا يخفف عنك مشاعر الفقد والأسى إلا الايمان بالله
سبحانه وتعالى وبقضائه وقدره
والإيمان بأن
أقدارنا مكتوبة ومقدرة قبل خروجنا الى الدنيا
وأن الأجل محدد بساعة لا يتأخر عنها العبد ولا يتقدم
قلت
أنت فقدت زوجا حبيبا غاليا وأنا فقدت الحب اصلاً وهذا سر التقاؤنا
أنت فقدت زوجا حبيبا غاليا وأنا فقدت الحب اصلاً وهذا سر التقاؤنا
قالت
هو ذاك ففقد الزوج الحبيب أشد أنواع الابتلاء فلا
تستطيعه صبرا إلا بعون من الله
نسأل الله دوما الصبر والسلوان على ما أصابنا وجبر الله كل مصاب مكلوم وعوضه خيرا
قلت
نعم ما اجمل ان يعيش الانسان على ذكرى الحبيب الاول
خصوصا اذا كان ذلك
الحبيب يبادله
نفس الشعور ومن الصعب ان نحب كالحب الاول
كما قال الشاعر
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل
ثم قلت لها متسائلا
هل سنعيش على الذكريات وتموت ارواحنا وهي واقفة ؟
وهل سنبقى اسري لحبنا القديم خصوصا اذا تدخل القدر في
ذلك ؟
ثم كم سنـتذكر الحبيب بعد موته ؟
قالت
هل تعلم أنك بعد فقد الحبيب لا تشعر سوى بتفاهة الدنيا
وينعدم لديك الاستمتاع بكل شيء فيها وتنتابك فقط حالات
البكاء مع كل ذكرى له
ولا يخفف عنك مشاعر الفقد والأسى إلا الايمان بالله
سبحانه وتعالى وبقضائه وبقدره
والإيمان بأن أقدارنا مكتوبة ومقدرة قبل خروجنا الى الدنيا
وأن الأجل محدد بساعة لا يتأخر عنها العبد ولا يتقدم
قلت
يستحيل ان نتذكر الحبيب طول العمر لان لله على الناس
نعمتان لا تطيب بدونها
الحياة ولا
يهنأ بغيرهما عيش هما : النسيان و الامل
ويقول الشاعر
دع حب أول من كلفت بحبه ما الحب إلا للحبيب الآخر
ما قد تولى لا ارتجاع لطيبه هل غائب اللذات مثل الحاضر
قالت
بالنسبة لقول الشاعر عن الحب ففضلا على أن الشعراء يقولون مالا يفعلون
فهم يختلقون معاني لا صحة لها ولكنهم يجيدون رسم حروفها
فيغلب على عقول الناس وقلوبهم وكأن كلامهم وحي منزل
أحيانا يكون الحب الأول له ذكريات براءة المشاعر
والأحاسيس لا أكثر
ولكن ليس شرطا أن الحب الأول هو الحب الحقيقي
قد يكون اختيارا خاطئا أو مشاعر مراهقة طبيعية يمر بها
الإنسان
أو حب فرضته الظروف فتوهمه انه حبه الأول واكتشف بعد ذلك أنه مجرد وهم وليس حب
لذلك اذا كان القلب لا يزال يهوى مرات ومرات فدليل أنه
لم يجد حبه الأول بعد
فلا يكون الحب للحبيب الأول إلا اذا كان الحب صادقا
وحقيقي
بالفعل هنا يكون هو الحب الأول والأخير كما يقال
قلت
لقد بلغ بك الحب حد الشغف الذي تجلى بابها صوره في سورة
يوسف مع زوجة
العزيز بعاطفتها الجياشة تجاه يوسف عليه الصلاة والسلام
في قوله تعالى
(وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن
نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين)
أي دخل حبه شغاف حجاب قلبها والشغف الحب القاتل والشغاف
حجاب القلب
لكن هل وصول المرأة شغفها حب لزوجها هل هو محمود ام
مذموم ؟
وهل يستمر هذا الشغف للأبد ؟
فأنا لم اقف على رأي العلماء في ذلك ولكن عزاؤنا في ذلك
وفاة كبار الصحابة عن زوجاتهم
ومن ثم زواج تلك الصحابيات من آخرين غير أزواجهم مثل اسماء بنت عميس عندما توفى زوجها
جعفر ابن ابي طالب
وتزوجها ابو بكر وغيرهم كثيرون
فإذا وصل الحب حد شغف القلب نقول انه غير محمود حتى
تستمر الحياة
ولا تتوقف عجلته بموت أحد ولا نكون كمجنون ليلى امرؤ القيس .
ولا تتوقف عجلته بموت أحد ولا نكون كمجنون ليلى امرؤ القيس .
فقالت
سواء كان حب المرأة لزوجها وشغفها به بعد موته محمود أو مذموم
أوهل سيستمر أو يخف أو حتى يختفي
فأظنه شأن للمرأة
نفسها ولا أجد حاجة لرأي العلماء في ذلك
فلها أن تبقى على حب زوجها بعد وفاته طالما أن ذلك ليس
جزعا ولا رفض للواقع
ولا يتعارض مع الرضا بالقضاء والقدر
والاستسلام لأمر الله
أو أن تتزوج بآخر قد يكون خيرا وأفضل من زوجها السابق
فكل ذلك يرجع لطبيعة المرأة نفسها وأسلوب حياتها
وطريقتها في معالجة أمورها
وقدرتها في التكيف مع واقعها
كما وأنني لم أقل أني أفضل من أحد من نساء زماننا فكيف بالصحابيات رضى الله عنهن ؟
ولو سأمتثل بإحداهن لامتثلت بأم سلمه رضى الله عنها
فقد تزوجت بعد وفاة زوجها أبو سلمه رضى الله عنه رغم حبها الشديد له وعوضها الله بأفضل منه
فقد كانت تشكو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فُقد
زوجها
فكان يقول لها:
( قولي اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها )
فكانت تقول ارجع إلى نفسي وأقول من أين لي خير من أبي
سلمة ؟
فلما تزوجت برسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :
قد أبدلني الله خيرا منه رسول الله صلى الله عليه
وسلم
وأعدك أن شاء الله إن وجدت من يكون في حبه وتعامله معي
ومع أولادي
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمه
وأولادها
فسأتزوجه فأتني به وعلى بركة الله
فقلت لها
من لي بمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم شرفاً ومنزلة وعشرة
فعرفت انها ترفض حبا جديدا وفاءاً لحبها الاول والأخير
فقلت لها متوددا فقاطعتني
فقالت
لقد انتهت الزيارة فانا على عجل
فلم استطع توديعها فودعتها في نفسي
لقد حاولت أن ألمس قاع الفراق فلم أحسن كلما أوهمت نفسي
بالوصول أراني أهوى
ورأيت نفسي
معلقاً بين أسئلة كثيرة :
هل الموت هو أصعب انواع الفراق ؟
ام الفراق هو اصعب انواع الموت ؟
أم فراق الارواح الحية ألمتلاصقة أصعبهم جميعا ؟
وخلصت الى ان كل الفراق ألم وحسرة وكل الفراق قضاء الله
ومن أركان ديننا الإيمان بالقضاء
وتبقى ثقتنا برحمة ربنا ولطفه بعباده وأنه خير معين لنا
في هذه الدنيا
هو ما يجعلنا نرتاح وتستقر أرواحنا
ثم دعوت لها في ظهر الغيب بان يلهمها الله الصبر
السلوان
ويعينها على ما هي فيه وان يجمعها بحبها في مستقر رحمة
بالجنة
orent
ابوعبدالعزيز
ابوعبدالعزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.